رأى العميد المتقاعد محمد رمال أنّ "النظام التركي ليس في وارد افتعال أزمات أمنية في المنطقة في الوقت الراهن".
وقال في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، "صحيحٌ أن النظام التركي كان لاعباً اساسياً في سوريا، ولكن الوضع يختلف بالنسبة الى الدول العربية الأخرى، والكلّ يعلم نوع الغطاء الأمني الذي تتمتّع به معظم الدول العربية".
وتوقع أنّ يتجه النظام التركي حالياً نحو إيجاد الحلول الكفيلة بمعالجة وضعه الاقتصادي، لافتاً إلى أن النظام التركي مشغول في معالجة هذه الأزمة، وليست لديه القدرة او الإمكانية أو حتى التفكير بالانشغال في أزمات أخرى.
ولفت رمال الى أنه "اذا كانت الازمة الاقتصادية التركية الحالية مفتعلة من الخارج، فإنّ أي تحرّك أو نشاط أمني للنظام التركي قد يزيد الضغط عليه، وبالتالي، لا أعتقد أنه (النظام التركي) في وضع يسمح له بأي إجراءات أمنية أو أي عمل أمني خارج تركيا، بغضّ النظر عن إمكانية قيام ذلك، او رغبته بذلك. ولكن، لا اعتقد أن السلطات التركية ترغب في مثل هذا الامر، بل أعتقد أن الادارة التركية حالياً تدرس جميع الخيارات، وهي فهمت أنه إذا كان التدهور المالي هو مسألة ضغط خارجي، فمن المرجّح أنها تدرس الرسائل التي وصلتها عن طريق الاقتصاد، وتدرس الحلول المناسبة لها".
وأشار الى أن "ضغوطاً دولية تُمارس على بعض الدول. وهي مورست على ايران سابقاً ولا تزال، وربما يكون الوضع الاقتصادي التركي هو أحد هذه الضغوط، اذا استثنينا العوامل الداخلية المُحتملة في ملف تدهور العملة التركية. وبالتالي، لا تستطيع الادارة التركية أن تعمل على خطين أمني وإقتصادي، وأعتقد أنها يجب أن تنصرف كلياً الى معالجة ذيول ما يحصل. واذا كانت توجد رسائل خارجية في هذا الاطار، أعتقد أنها تدرس حالياً هذه الرسائل وكيفية معالجتها والردّ عليها، ولكن بالطبع ليس من الباب الأمني".
وأشار إلى أن "الإهتمام التركي في المرحلة القادمة سينصب على معالجة الوضع الاقتصادي، لأن اقتصاد أي دولة هو مصدر من مصادر قوتها. وبالتالي، فإن أيّ انهيار اقتصادي سيؤثر على الميدانين السياسي والعسكري في تركيا، فاذا كان الاقتصاد متعثراً فمن الطبيعي أن يتقلّص حجم القدرة العسكرية. واذا تقلّص حجم القدرة العسكرية، بموازاة تراجع الإقتصاد، فإن هذا الأمر سيضغط على السلطة السياسية لاتخاذ قرارات وربما تنازلات أو حتى ربما إجراء تعديلات جذرية على مستوى الاقتصاد أو مستوى القرارات السياسية المُتّخذة في الداخل أو الخارج".